البرمجة الجنينية: دراسة التأثيرات المحتملة لصوم رمضان على مخرجات الحمل لدى النساء

الملخص

دأب كثير من المراكز البحثية حول العالم على تقصي أسباب الأمراض المزمنة، وغالباً ما كان ذلك التقصي موجهاً لمعرفة الأسباب المزامنة لحدوث الإصابة إلى أن استحدث العالم ديفيد باركر فرضية البرمجة الجنينية للأمراض لأهمية دراسة الظروف الجنينية وربطها بالصحة والمرض في مرحلة البلوغ وما بعدها، ومن تلك الظروف ضعف التغذية، حيث يعمد الجنين إلى صرف الغذاء المتوفر لديه باتجاه الأعضاء المهمة في المرحلة الجنينية على حساب الأعضاء الأقل أهمية، ما ينجم عنه الاصابة ببعض الأمراض. كما أن التغيرات السلبية للمشيمة نتيجةً للعوامل الرحمية غير المثالية قد تتسبب في برمجة الجنين وتؤثر على صحته مستقبلاً. وقد صممت هذه الدراسة لمعرفة مدى تأثير الصيام على تركيب المشيمة ومن ثم قياسات جسم المواليد أخذاً في الاعتبار توقيت تقاطع الصيام مع الحمل وكذلك جنس المولود.
أجريت هذه الدراسة على 441 حالة حمل من النساء السليمات من الأمراض. قسمت إلى أربع مجموعات: المجموعة الأولى تضم النساء الصائمات (T1)، والثانية (T2)، والثالثة (T3) وتضم النساء اللاتي تقاطع لديهن شهر رمضان مع الثلث الأول أو الثلث الثاني أو الثلث الثالث من الحمل على التوالي؛ أما المجموعة الرابعة فهن اللائي لم يصمن خلال فترة الحمل (المجموعة الضابطة).
تم تحليل البيانات إحصائياً للمقارنة بين مجموعة الصائمات إجمالاً مع مجموعة غير الصائمات، ثم مقارنة مجموعة الصائمات بحسب كل ثلث مقابل غير الصائمات.
كان من أبرز نتائج هذه الدراسة هو زيادة نسبة الأشكال المرضية للمشيمة لدى الصائمات بشكل عام ولدى مجموعة T3 بشكل خاص. كذلك وجد أن موقع انغراس الحبل السري المرضي البعيد عن المركز لدى الصائمات أكثر من مجموعة غير الصائمات. كما انخفض وزن المشيمة لدى الصائمات في (T3). وظهر متوسط أعداد العقد الخلوية منخفضاً لدى الصائمات، وهو الأمر الذي يشير إلى انخفاض في نضج المشيمة. كذلك انفردت (T3) بارتفاع في التعبير الجيني لناقل الجلوكوز GLUT-3. كما أظهرت النتائج بشكل عام انخفاضاً معنوياً في وزن مواليد الصائمات.