أدب الأطفال وأثره في النشاط اللغوي

الملخص

يتضمن هذا البحث في طياته موضوعاً مهماً يرتبط -أساساً - بالسلوك اللغوي، أو الحدث اللغوي في شتى أشكاله المنطوقة، والمكتوبة، بما في ذلك المهارات المتعلقة به عند الأطفال، إذ إن أدب الأطفال يقدَّم للأطفال من قبل مرحلة التعليم الأساسي في صوره البسيطة، ويستمر معهم إلى عمر ما بين 12- 13سنة، وتمثل أهم مراحل النمو, وبناء الشخصية، واكتساب المهارات الكلامية والكتابية.
الأمر الذي يلفت انتباه المهتمين إلى ضرورة عنايتهم بهذا النوع من الأدب, الذي يؤدي إلى بناء شخصية الطفل, فيما يخص الجانب اللغوي، فضلا عن الجوانب الأخرى التي تتعلق بالعاطفة، والمجتمع، وغير ذلك ... .
وسيرتكز البحث على أثر أدب الأطفال في السلوك اللغوي عند الأطفال، من حيث المهارات التي تتحقق لدى الأطفال, مثل:
مهارة الإصغاء، مهارة المحادثة، مهارة القراءة، مهارات الكتابة.
وكذلك أثر أدب الأطفال في الثراء اللغوي والتذوق الأدبي، وتجنب الازدواج اللغوي.
وسيتضمن هذا البحث الوقوف عند مفهوم (أدب الأطفال)، وأشكال هذا الأدب، وأسس الكتابة للأطفال، ولمحة عن أدب الأطفال في اليمن.
واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي, وتوصلت الباحثة إلى النتائج الآتية:
موضوع (أدب الأطفال) من الموضوعات المهمة التي ينبغي العناية بها: دراسةً، وتحليلاً، وتقديماً؛ لما له من آثار في شخصية الأطفال، ونشاطهم اللغوي، والفكري، والإبداعي.
مفهوم أدب الأطفال: عبارة عن نتاج أدبي خاص موجَّه للأطفال في مرحلتي: ما قبل الدراسة، وفي أثناء التعليم الأساسي، ويتضمن أشكالاً وأنواعاً أدبية شعراً ونثراً، مثل: القصة، الشعر، الأنشودة، المسرحية، ... .
وقد يُقدَّم للأطفال مسموعاً أو مقروؤاً، أو مشاهداً من خلال المسرح، التلفزيون، والأفلام الكرتونية، ... .
أدب الأطفال يختلف عن أدب الكبار؛ كونه يتطلب شروطاً عامة وخاصة في أثناء كتابته وتقديمه، من حيث مراعاة اللغة العربية، ومراحل العمر التي يمرّ بها الأطفال، والتقنيات الفنية اللازمة في أثناء تقديمه.
ظهر أدب الأطفال في اليمن في السبعينيات في جنوب الوطن، أما في شماله, فقد ظهر في الثمانينيات، وظلَّ ما بين ظهورٍ وغياب, متمثلاً في أعمال أدبية محصورة, وكتَّاب معدودين، ثم تراجع أكثر في الوقت الحاضر؛ بسبب الحروب، ولذا يصعب- اليوم -تقييم تجربة أدب الأطفال في اليمن؛ لأنها بلاحضور.
يؤثر أدب الأطفال في النشاط اللغوي لدى الأطفال, من خلال إكسابهم مهارات عدة، أهمها: مهارة الإصغاء، مهارة المحادثة، مهارة القراءة، مهارة الكتابة، كما أنّه يؤثر في الثراء اللغوي عند الأطفال، ويساعد في تنمية مهارة التذوق الأدبي، ويعمل على عدم وقوعهم في مشكلة الازدواج اللفظي.