النقد الثقافي وأدبية النص «قراءة في نقد النقد»

الملخص

يحمل النص الأدبي قيمًا جمالية تكمن/تنبث في/من مكونات الفن الأدبي: البنية، والأسلوب، والإيقاع، والصور الفنية، واللغة الشعرية...، تلك المكوّنات هي التي تمنح النص فرادته وجماله الفني. والتعامل النقدي معه ينطلق - حينئذٍ - من قيم معيارية، من خلالها يتم تقييم النص الأدبي من حيث: جودة الصياغة والبناء، والأصالة، والابتكار، والالتزام بقواعد الفن الأدبي. غير أن ظهور النقد الثقافي أعاد صياغة العلاقة بين الأدب والمجتمع، ووسّع مجال القراءة النقدية للنص توسعًا كبيرًا على حساب أدبية النص وجماليته الفنية. هذا البحث ركز على مأزق النقد الثقافي فيما يتعلق بجمالية النص، وفقدانه أو إغفاله للمركزية الأدبية في تناوله للنص، وقد جاء في محورين: الأول: تناول بإيجاز مفهوم النقد الثقافي، ونشأته، ونبذة يسيرة مما قيل من المآخذ التي أخذت عليه بعامة. والثاني انصب في بيان واقع النقد الثقافي مع القيم الجمالية في النص الأدبي، ومظاهر ذلك وأسبابه، وما الذي ينبغي إزاء ذلك. وقد توصل إلى نتائج أهمها:
لكي يكون منطقيًا بقاء النقد الثقافي في حيزه الحقلي الحالي (دائرة النقد النصوصي الأدبي أو اللساني) ينبغي أن يعتمد منهجًا متوازنًا يجمع بين البعدين: كشف الأنساق الثقافية، والاهتمام بالقيم الجمالية والمعيارية الأدبية للنص.
النقد الثقافي في صورته الحالية ينبغي أن يعزل عن/من دائرة أنواع النقد الخاصة بالنص الأدبي، وألا يعد أحد علوم الأدب أو اللغة وحقول الألسنة، بل مثله في ذلك مثل التاريخ وعلم الاجتماع، ونحوهما.
يتحتم على الدرس العربي أن يعيد النظر في أدوات النقد الثقافي ومنهجه، وتوطين النظرية في السياق العربي، مع الاستفادة من التجربة الغربية، لكن دون تبعية مفرطة.
والمنهج الذي اتبعه البحث هو المنهج الوصفي، فهو الأنسب مع طبيعته.